بشكل أو بآخر، يمكن اعتبار منصات التواصل الاجتماعي بمثابة أهم أداة تسويقية للأنشطة التجارية الصغيرة والكبيرة على حد سواء؛ فهي من أفضل الطرق للتواصل مع جمهور العملاء وعرض العلامة التجارية أمام عدد لا يحصى من العملاء المحتملين، فجدير بالذكر أن معظم العملاء المحتملين والحاليين – إن لم يكن جميعهم، متواجدون على منصات التواصل الاجتماعي، فهناك ما يزيد على 3.8 مليار مستخدم للإنترنت وأكثر من 2.4 مليار منهم لديهم تواجد نشط على المنصات الاجتماعية!
تشير الإحصائيات لأن هذه الأرقام في زيادة مستمرة كل يوم، وبمعرفة ذلك يمكنك إدراك أن الترويج لنشاطك التجارية وعلامتك التجارية عبر منصات التواصل الاجتماعي سيزيد من وصولك بشكل كبير، وتعد أيضاً وسيلة ممتازة لرفع وعي العملاء الحاليين والمحتملين بعلامتك التجارية، يُضاف إلى ذلك إمكانية الاستفادة منها في بناء سمعة العلامة التجارية وخلق ولاء العملاء، وكل ذلك يصب في مصلحة زيادة المبيعات التي تهدف إليها.
هناك العديد من الاستراتيجيات المختلفة التي يمكن استخدامها لزيادة المبيعات من خلال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفيما يلي اخترنا إلقاء الضوء على بعض الاستراتيجيات الفعّالة للشركات الكبيرة والشركات الصغيرة بشكل منفصل وفق نصيحة الخبراء في هذا المجال.
استراتيجيات الوسائل الاجتماعية للشركات الصغيرة
عادة لا يكون لدى الشركات الصغيرة عدد كبير من المتابعين، لذلك يتطلب الأمر مزيداً من الإبداع للحصول على الزيادات المطلوبة في المبيعات، أما عن أفضل الاستراتيجيات الموصى بها:
• البقاء على مرأى من العميل
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً مناسباً لزيادة الظهور أمام العملاء، كما يمكن من خلالها تشجيع العملاء السابقين على العودة والاستفادة من الخدمات أو المنتجات من جديد.
• بناء شخصية العلامة التجارية
إن تكوين شخصية علامة تجارية جذابة على وسائل التواصل الاجتماعي استراتيجية فعالة جداً لزيادة المبيعات، وبشكل خاص إذا تميزت هذه الشخصية بأنها مفيدة وودودة وسريعة الاستجابة، ويذكر بأن سرعة الاستجابة هي الميزة الأكثر طلباً من قبل الجمهور بالنسبة لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالأعمال.
• التشجيع على الشراء
بالنسبة للشركات الناشئة، لا يُعتبر الإعلان الهادف لبيع المنتجات أو الخدمات خطوة مناسبة عند البداية ؛ لأن متصفحي منصات التواصل ليس لديهم أدنى فكرة عن هذه المنتجات أو الخدمات وبالتالي ستكون المبيعات منخفضة، وبدلاً من اعتبارها مكاناً للبيع المباشر يوصي الخبراء بجعلها بداية مسار المبيعات، وذلك من خلال توجيه العملاء المحتملين إلى موقع ويب دائم للشركة عبر تزويدهم بنوع من القيمة المجانية قبل الشراء، وهذه القيمة قد تكون مادية أو على شكل محتوى إعلامي، وتكون كفيلة بخلق حسن النية تجاه الشركة، الأمر الذي يساعد في زيادة المبيعات في كثير من الحالات.
استراتيجيات الوسائل الاجتماعية للشركات الكبيرة
حيث أن قواعد العملاء الخاصة بالشركات الكبيرة عادةً ما تكون واسعة، فإن الاستراتيجيات التالية تساعد في زيادة المبيعات بالنسبة لها:
• البيع المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي
حيث أن جمهور العملاء الخاص بالشركات الكبيرة على المنصات الاجتماعية واسع، فإن اتباع نهج البيع المباشر عبر هذه المنصات يعتبر ناجحاً، فيمكن للشركة تسويق منتج أو خدمة مباشرة والإشارة إلى المكان الذي يمكن شراؤه فيه أو دمج بوابة مبيعات عبر الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة، وبالتالي ستتمكن من رصد زيادة واضحة في المبيعات، ولا يشترط لتحقيق ذلك أن يقوم الكثير من المتابعين بالشراء، وإنما تكفي نسبة مئوية صغيرة من المتابعين الذين رأوا المنتج أو الخدمة واتخذوا قرار الشراء لرؤية زيادة جيدة في المبيعات من حملة تسويقية منخفضة التكلفة نسبياً.
• الترويج والتسويق غير المباشر
إن هذه الاستراتيجية لا توجه المتابعين إلى منتج معين أو عملية شراء معينة، وإنما تمنحهم سبباً آخر للنظر في المنتجات أو الخدمات الخاصة بالعلامة التجارية، فعلى سبيل المثال يتم إدارة منشورات ترويجية في مناسبة معينة لتقديم أفكار هدايا خاصة بها.
• شراء مساحة إعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي
من خلال شراء مساحة إعلانية على منصات التواصل الاجتماعي يمكن حل بعض المشكلات الشائعة المرتبطة بالبيع المباشر، وهذا له تكلفة أعلى نسبياً إلا أنه يساعد الشركات على استهداف الأفراد الذين من المرجح أن يقوموا بعملية شراء أو إبداء اهتمام بالمنتجات بدلاً من التسويق الشامل للجميع.
• التسويق عبر المؤثرين
يمكن أن تساعد الاستعانة بالشخص المؤثر المناسب الشركة في توسيع نطاق وصولها إلى الأشخاص الذين لم يتابعوها؛ نظراً لتقديم توصية للشركة من خلال مصدر يثق به هؤلاء الأشخاص، وعلى الرغم من أن الاستعانة بالمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي قد يكون مكلفاً، إلا أنه يساعد على الحصول على عائد استثمار مرتفع جداً لبعض الشركات.